الوسواس القهري 2020/هل انت شخص تعاني من الوسواس القهري؟ اليك الحل

الــوسـواس الـقهـري/هـل انت شخـص تـعـاني من الـوسـواس الـقهـري؟ الـيـك الـحــل

مفهوم الوسواس القهري

الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يصيب الإنسان وهو مرتبط بالقلق ويشمل أفكار ومخاوف وسواسية، تؤدي به إلى إعادة تصرفات معينة رغما عنه، مما يسبب له مشاكل في حياته اليومية، وعادة ما يكون الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري يعرف بأن هذا الأخير غير حقيقي ومنطقي، بحيث يحاول جاهدا محاربته والتخلص منه، لكن غالبا ما يفشل وهذا ما يزيد احساسه بالضيق والخوف والقلق، وبالتالي يضطر الى التعود عليه لأنه بالنسبة له أصبح يريحه من الشعور بالأحاسيس السيئة.

 

يعتبر الوسواس القهري من شياطين الإنس والجن لقوله تعالى: (مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ )، وهو يكون إنساناً, أو شيطاناً, من عالم الإنس أو عالم الجن ، ويتناول الوسواس القهري وسوسة الجِنَّ ووسوسة الناس، ويستعاذ من وسوسة الجِنَّ فقط.

 

كما أن الوسواس القهري أكدته أبحاث علمية حيث اعتبرته من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً ، و هو مرض خطير يسبب اختلالات على مستوى الجسم، كما أنّ له تأثير كبير على حياة الأشخاص النفسية و الاجتماعية والاقتصادية والعلمية، لهذا يجب على المصاب به التحلي بالقوة والصبر والإرادة لمواجهته وطلب المساعدة من أجل القضاء عليه والشفاء منه بصفة نهائية، حتى لا تتضرر  صحته و حياته بهذا المرض الخطير.

أسباب الوسواس القهري

سبب الوسواس هو الشيطان، وأيضا قد يكون سببه مرض نفسي متعلق بالجهاز العصبي، ويوسوس الشيطان للإنسان في صلاته وتصرفاته وعمله، فإن كان مؤمنا واستعاذ بالله منه وابتعد عنه لم يتمكن منه، وإن رضخ له الإنسان وكان ضعيفا تمكن منه الشيطان وزاد من وسوسته له ليصل الى حد يبدأ فيه بتشكيكه في عقيدته وربه ورسوله ويسيطر على قلبه وعمله ويصبح بذلك الإنسان عبدا لوسوسة الشيطان، لذا على الإنسان إذا شعر بوسوسة هذا الأخير له أن يتعوذ بالله فورا منه، ‏وأن يتفل عن يساره ثلاث مرات.

 

 من العوامل الأخرى المسببة للوسواس القهري نجد: العامل البيولوجي وهو عادة ما يكون بسبب تحول كيميائي يحصل في عمل الدماغ واشتغاله، وكذلك بسبب عوامل ووراثية أو قد يكون بسبب البيئة التي ترعرع فيها المريض أو نتيجة أمراض والتهابات معينة تصيبه في مرحلة من حياته.

 

أعراض الوسواس القهري

 

هناك عدة أعراض للوسواس القهري لأنه مرض عصبي ويعتبر من الأمراض المزمنة، وهو مرض يصيب كلا الجنسين، ويستمر مع المريض لفترة ليست بالقصيرة تمتد في بعض المرات الى سنوات قبل أن يفكر المريض في استشارة طبيب نفسي، لأن غالبية المصابين به يرفضون الذهاب الى الطبيب مخافة مما سيقوله الناس عليهم لكونهم يعتبرون أن من يذهب للطبيب النفسي هو مريض عقلي أي مجنون.

ومن الأعراض الشائعة للوسواس القهري نجد القلق حيث أن المريض يصاب بالقلق الكبير اتجاه أبسط الأمور مما يولد لديه ما يسمى بالهوس والتكرار المبالغ فيه لبعض التصرفات، وبالتالي يدخل في دوامة من الافكار اللامتناهية تنتج عنها سلوكيات غريبة وغير منطقيه، كما يعاني المريض بالوسواس القهري من العديد من المخاوف يصعب عليه مجاراتها، الا ادا اتبع برنامج معين للتخلص من هذا المرض، وذلك عن طريق التحلي بالإرادة القوية لمواجهته، وحفاظه على صلاته بشكل دائم وقيامه بفحوص طبيه، لكي يشفى منه.

 

ومن أعراض الوسواس القهري هناك أيضا الاكتئاب، فمعظم المصابين بهذا الأخير يعزلون أنفسهم عن الأخرين لأنهم يشعرون بأنهم مضطهدون ومرفوضون وكذلك يعتبرون نفسهم انهم محط سخرية الجميع وهذا ما يولد لديهم شعور بالاكتئاب، كما أن هناك أنواع أخرى من الوسواس القهري يطلق عليه اسم "الفاحص" والذي له أعراض خطيره لأن المصاب به يختبئ بداخله فاحص صغير يربكه ليلا نهارا، يكون له تأثير كبير على حياته اليومية وتسبب له معاناة كبيرة تضعف إرادته وبالتالي يرفض العلاج خوفا من أن يحصل  له شيء حسب اعتقاده، ومن أشهر الأعراض أيضا نجد تكرار إغلاق الأبواب كأبواب المنازل عند الدخول والخروج، أو فحص إغلاق السيارة بصفة متكررة، أو تكرار بعض الاعمال اليومية، التي لا تبدو ذات قيمة كبيرة.

 

و هناك وسواس النظافة أيضا ينتج عنه اعراض خطيرة فالمريض بهذا الأخير يخاف من الامراض والبكتيريا بشكل مجنون لدرجة أنه قد يغسل يده يوميا اكثر من مائة مرة حتى يتضرر جلده، أو يقوم بتنظيف البيت اكثر من المطلوب، وهناك من لا يصافح ولا يقترب من أي شيء أمامه بسبب خوفه من البكتيريا و الجراثيم.

أيضا يوجد نوع أخر من الوسواس القهري له أعراض خطيرة  يسمى "جنون السرقة"، يكون فيها المريض مهووس بالسرقة حيث انه يقوم بسرقه كل ما تراه عينه سواء أشياء قيمة أو تافهة، بالإضافة الى أنواع أخرى كثيرة لها اعراض خطيرة أيضا.....إلخ.

بماذا يوسوس لنا الوسواس القهري؟

أول ما يتسلط عليه الشيطان هو فكر الإنسان ثم صدره لقوله تعالى: "يوسوس في صدور الناس" ويتدرج الوسواس القهري في جسم الإنسان من الأشياء البسيطة الى الكبيرة ثم الخطيرة و هذه أمثلة عن هذا التدرج:

  التخلي عن العمل الصادق واستبداله بالعمل السيء -   

 التخلي عن القيم الفضلى -

 ارتكاب المعاصي البسيطة -

 ارتكاب الكبائر، وترك الدين -

 التشكيك في العقائد...إلخ -

وكلّما انصاع إليه الإنسان كلما زادت قوة الشيطان في التأثير عليه حتى يبلغ المراتب العليا، و كلما كان الإنسان مؤمنا صادقا وعقائده قوية ذهب عنه وسواس الشيطان لقوله تعالى "ليس للشيطان سلطان على المؤمن".

التغلب على الوسواس القهري

لكي يتغلب المريض بالوسواس القهري على مرضه يجب عليه أن يعلم بأن مرضه هو من عند الله، و أن يصبر على ذلك ويقوي إيمانه بالله عز وجل و أن يحمده ويدعو له ليلا نهارا، و أن يعتبره ابتلاء من الله سبحانه وتعالى لقوله تعالى: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ".

كما أنه يجب على المريض أن يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأن يلجأ الى الله جلا وعلا لقوله تعالى: " وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "، وأن يطلب العون من الخالق ويتوكل عليه في كل شيء لأن من توكل على الله كان حسبه، ويصبح آنذاك في عهدة الله لقوله تعالى: "وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ".

كما يجب عليه أن يكثر من الدعاء للخالق جلا وعلا خصوصا في بيوت الله وأن يقوم الليل فإن دعوة المضطر ليلا لا ترد لقوله تعالى: " أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ".

المريض بالوسواس القهري عليه التحكم في الأفكار الشيطانية وعدم التفكير بها والاستهانة بها للتخلص منها بسهولة، و أن لا يترك مجال في تفكيره  للشيطان كأن يحاول اشغال فكره بأمور مفيدة لدينه ودنياه، وأن يملأ وقت فراغه بالصلاة والعبادة والدعاء و الاعمال الحسنة...إلخ.

كما يجب عليه أن يقوي تقته بالله عز وجل ويتأكد من ضعف الشيطان ووسوسته، و أن يقوي أيضا إرادته لما لذلك من دور كبير بإذن الله في شفاءه وتخلصه من الوسواس لقوله تعالى: " فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا "، و أن يكثر من قراءة القران خاصة سورة البقرة و الفاتحة والمعوذات الثلاث، لما لها من أثر عظيم في شرح الصدور و طمأنة القلب و طهارته من الشهوات والمعاصي و الأفعال السيئة لقوله تعالى: " الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".

خــــاتــــــمـــــة

يمكن القول بأن الوسواس القهري هو وهم وليس حقيقة لذا على أي شخص أصيب به أن يعلم بأنه خيال وليس حقيقة وأنه أبدا لن يؤثر عليه أو يضره في شيء، وأن الشيطان والجن ليس لهم سلطان على العبد المؤمن القوي الإرادة وأنهم ضعفاء أمام المؤمنون المخلصين لله عز وجل لقوله تعالى: "إن كيد الشيطان كان ضعيفا"، وفي الأخير أسأل الله أن يقوي إيمان العبد المؤمن الذي يعاني من الوسواس القهري وينور بصيرته ويحفظه من شر الشيطان وشركه.