الـحـسـد / كيف تعرف الشخص الذي يحسدك 2020

الـحـسـد / كيف تعرف الشخص الذي يحسدك

نبذة عـامــة عن الـحسـد:

 

الحسد هو أن يتمنى الشخص بشدة زوال النِّعمة عن غيره، وهو نوع من أنواع البغض حيث أن الحاسد يبغض نعمة الله على المحسود ويتمني زوالها، وقد ذكر الحسد شرعا، قال الله تعالى:

﴿ وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ ﴾، قال رسول الله ﴿ص﴾ العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقت العين، وإذا استغسلتم فاغسلوا " رواه مسلم.

الحسد هو إحساس ينتاب الانسان ويجعله يتمنى الشر لأخيه بزوال صحته ومتاعه وجماله وانفراده بها لوحده، والإحساس بالسعادة عند تذميره، والحَسَد في اللغة هو تمني المرء أن يتحول الرزق إليه، أما الحسد في الاصطلاح هو تمني زوال الرزق من مستحق لها.

 

الـحـســد في الــقـران:

ذكر الحسد في القران في عدّة مواقع جاء أهمها في قصّة ابْنَي نبيَّ الله ادم عليه السلام عندما تقبّل الله القربان من هابيل ولم يتقبل من أخيه قابيل، فنشب الحسد في قلب قابيل وقام بقتل أخيه هابيل، قال الله تعالى ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ ۖ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ ۚ وذلك جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾.

كما ذكر الحسد عندما حسد اليهود نبيّ الله محمد صلى الله عليه وسلم، وإنكارهم لنبوته ﴿ص﴾ وعدم الإيمان بها،﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُم مُّلْكًا عَظِيمًا﴾.

أعـــراض الـحـسـد:

للحسد أعراض كثيرة يصاب بها الشخص المحسود كإحساسه باستمرار بالتنميل والألآم والصداع النصفي، وفي بعض الأحيان صداع شديد، واحساسه بالكئابة لأوقات طويلة وفقدانه لحس المرح والدعابة، والبكاء باستمرار، وكذلك فقدانه ثقته بنفسه والشعور المستمر بالخوف والتوتر، وهذا ما يجعل الأمور تختلط عنده بشكل كبير جدا.

 

كما يواجه الكثير من الصعوبات في حياته العامة والخاصة، وهذا ما يجعله يحس بالأرق

والملل، وغير قادر علي النوم بشكل طبيعي بسبب رؤيته للكوابيس السيئة.

 

أسـبـاب الـحـسـد:

تتجلى أسباب الحسد في أشكال عدة منها الكراهية والبغض بين الأفراد لأسباب معينة أو بدون أسباب، وكذلك الغرور، كأن يكره الحاسد أن يتقدم عليه أحد غيره، وكذلك التقليل والتنقيص من الإنسان واستحقاره، لأنّه تقدم عليه وأخذ مالم يأخذه، أو فاز مثلا بالرئاسة وأصبح غنيا، ذلك لأنّ الشخص الحسود لا يريد الراحة والسعادة.

 

لأن الحسود هو شخص خبيث النفس ويحب الشر وشحيح بالخير، فتجد الحاسد إذا مدح أماه شخص غيره اصفر وجهه واسود قلبه، فتجده يغادر مكانه فورا، أمّا إذا صار العكس وذم عنده شخص تراه مستبشرا وسعيدا، وينتظر الفرصة لكي يشهر به أم الناس لكونه شخص بدون أخلاق وقلبه خال من الأيمان.

آثـــار الـحـسـد:

يعاقب الله عز وجل الحاسد في الدنيا قبل الآخرة، لقوله عليه السلام " والله لو قدَّم أحدكم ملء الأرض ذهباً على الله، ثمّ حسد مؤمناً لكان ذلك الذهب مما يكوى به في النار....إلخ .

 كما يؤدي الحسد إلى هدم شمل العائلة، وأدية الأنسان بشكل كبير، ويسبب الفتن لقوله تعالى "الفتنة أشد من القتل"، وأكبر دليل ما وقع لأبناء نبينا ادم عليه السلام " قابيل-هابيل".

عــلاج الـحسـد:

أن الله غفور رحيم والشخص الحسود دائما اماهه فرصة للثوبة والرجوع عن فعله وذلك

بالإيمان بالله تعالى في توزيعه للأرزاق، وأنّ الله يرزق من يشاء بغير حساب ويذل من يشاء لحكمة يعلمها وحده جلا وعلا، وأن يؤمن بعدالة الخالق لقوله تعالى "عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"، ولهذا فلا بدّ للإنسان المؤمن أن يصبر لينال رزقه المقدر عليه وأن يعلم بأن ما أعطاه إياه الخالق هو قسمته في هذه الدنيا.

وينظر إلى من لم ينعم الله عليهم ويقارن نفسه بهم دائما، فإن كان صحيح النظر فلينظر إلى الضرير، وإن كان صحيح الجسد، فلينظر إلى المريض، بالإضافة الى اخده العبرة من علة الحسد وما ينتج عليها من أضرار كثيرة تضره هو قبل غيره.

خـاتـمـة:

من ابتلي منكم إخواني بعلة الحسد يجب عليه أن يتحلى بالصبر ويقوي إيمانه بالله عز وجل وملائكته وكتبه والقدر خيره وشره، ويرضى بما قسم الله له، ويكثر من العبادات والصلاة والدعاء، ليشفيه الخالق بإذن الله، وعليه أيضاً أن يفكر في أضرار الحسد وما يترتب عليه.